أهمية العلاج بالأعشاب
إن المتحمسين للعلاج بالأعشاب الطبية و الوصفات الشعبية في مختلف أنحاء العالم بذلو جهودا مضنية للوصول إلى الحقيقة وكشف أسرار هذا النوع من العلاج لدرجة أن هناك حاليا في أمريكا ,و أوروبا ,و الصين والهند الكثير من المستشفيات و المصحات التي تقتصر فيها وسائل العلاج لجميع الحالات المرضية على النباتات و الأعشاب الطبية و بالطبع لا بد أن تكون هناك أسباب مقنعة وراء كل هذا , وهذه الأسباب كثيرة سنقتصر على أهمها فيما يلي :
هناك الكثير من الحالات المرضية التي يصعب معها استخدام العقاقير الكيميائية خوفا من تدهور حالة المريض وإصابته بأمراض جانبية ضارة ولذلك يفضل بعض الاطباء استعمال أسلوب العلاج بالاعشاب الطبية الذي أثبت فاعلية في علاج مثل هذه الحالات وهي كثيرة .
ضرورة الاستفادة ما أمكن وبصورة أكثر شمولية من الإمكانات الطبية الطبيعية التي وهبها الله للبشرية في ذلك الكون و التي تتمثل في الاعشاب و النباتات الطبية و المياه المعدنية و أشعة الشمس و الطمي و الرمال و العيون الكبريتية و غير ذلك من هذه النواحي الطبيعية التي هي ضمانا بإذن الله من المواد الكيميائية التي يصنعها الإنسان .
و جاء في تقرير لمنظمة الصحة العالمية الصحة أنه يجب الاستفادة من مصادر الطب الشعبي لتوفير الرعاية الصحية لشعوب العالم وأن المعالجين التقليديين وتجار الأعشاب الطبية ومواد
العطارة يمارسون أعمالهم في كثير من دول العالم , وأن قطاعا كبيرا من هذه الشعوب يلجأ إلى هذا النوع من العلاج كما أن الذين يمارسون العلاج في ماليزيا لا تختلف اساليبهم الشعبية في العلاج عن الدول المتقدمة إلا في الشكل فقط .
إلا أن هناك محاذير يجب أن نضعها في الاعتبار عند التفكير في العودة إلى منابع الطب الشعبي
فقد يعتقد البعض أن التفكير ما هو إلا ردة فب عالم العلاج بل يذهب بعض المغالين في تشاؤمه إلى الخرافات في بعض المناطق المختلفة من العالم أهي اساس هذا النوع من التداوي و التطبيب مثل الاحجية و الطقوس و التعاويذ المصاحبة لا ستعمال تلك الأدوية وبذلك نساعد على عودة عادات قديمة خاطئة او الاستمرار في معتقدات ضارة في مجال العقيدة أو الصحة وإنما الأمر يتطلب تضافر الجهود للتنبيه والتوجيه من جانب والدراسة العلمية المستفيضة لأسس الطب الشعبي من جانب أخر و اقترانهما بحيث يمكن تصحيح المفاهيم الخاطئة وتجنب الأخطاء و الابتعاد عن العادات السيئة و الأخذ بالنافع .
هناك عدة تجارب رائدة في كثير من الدول لكشف أسرار الطب الشعبي و اسلوب استعمال مواد العطارة الطبية و النباتات الطبية بغرض توجيه العاملين في مجال الطب الشعبي بأسلوب علمى عن طريق بث فيهم روح الرفض و الإنكار للوصفات العلاجية التي لا يؤيدها الطب الحديث وزيادة تدعيم الوصفات التي يجد فيها خبراء الطب و الصيدلة الفاعلية في علاج الأمراض والأساس في هذا التوجيه يعتمد على التجربة الدقيقة و الاختبارات الصحيحة لتجنب الأعشاب و المواد الضارة ,و كشف المزيد من الفوائد للبعض الآخر و أفضل التجارب الرائدة في هذا المجال ما تجريها الهند والصين حيث يوجد هناك كليات و معاهد متخصصة في الطب الشعبي تابعة لكليات الطب و هب التي تعمل على تخريج جيل من الأطباء المتخصصين في العلاج بالأعشاب و المياه المعدنية و الوصفات الشعبية و غيرها
و جاء في توصيات الندوة الدولية لتاريخ الصيدلة عند العرب في مدينة الإسكندرية أن الأبحاث العلمية الحديثة أثبتت أن العديد من الوصفات العلاجية المستخدمة منذ العصور القديمة الخاصة بعلاج أمراض السكري,والروماتيزم , والسرطان , يجب أن تستعمل لا سسنباط علاجات جديدة لخير المسلمين
ولهذه الأسباب و غيرها من الأفكار كان لا بد من الخروج لمحاولة جادة لإلقاء الضواء على حقيقة أحد المجالات العلاج الطبيعي للتعرف على أسرار العلاج بالأعشاب و الخروج من الدائرة المغلقة للطب التقليدي لمحاولة الوصول لبعض الحلول الملائمة للعلاج الفعال لكثير من الأمراض التي ربما عجزت وسائل الطب الكلاسيكي عن شفائها
وقد يعتقد البعض أن العودة إلى الأعشاب والنباتات في معالجة الأمراض هو ضرب التخلف و الردة , وقد يتساءل البعض الأخر ,كيف نستخدم الأعشاب التي كان أجدادنا في الوقت الذي قطع فيه الطب أشواطا بعيدة في الصحة و العلاج ؟
نقول بدورنا إن هذا السؤال كان سيحمل في مضمونة كثيرا من الحق , هذا إذا كنا فعلا استطعنا بعد إرادة الله وتوفيقه أن نقهر المرض ونمنح الصحة والشباب والقوة إلى هؤلاء الدين يقاسون عناء المرض وشقاء الالم ,بل على العكس فإن الطب الحديث كثيرا ما يقف عاجزا لا يملك لبعض الحالات منهم شيئا من العلاج
كما نقول بأنها قد تكون أيضا ردة إلى الخلف و تخلفا أن ندعو من جديد إلى العلاج بالأعشاب إذا قل عدد المرضى وظهرت الصحة على وجوه وأجساد بني البشر , لكن ما يحدث هو العكس , الأدوية العديدة التي يتناولها المرضى أضرت قوي الجسم الطبيعية وعملت على إضعاف قدرتها على الفتك بالمرض ( المناعة ) أما الأمر الأخطر من ذلك فهو أن الأدوية في أغلب الأحيان تعمل على إخفاء أعراض المرض فقط مثل ارتفاع درجة الحرارة و الصداع و الألم مثلا بينما يبقى أساس المرض كما ليتحول من الحالة الحادة إلى الحالة المزمنة , لذلك أصبحنا نرى ازديادا مستمرا في نسبة الأمراض الروماتيزم و السكر والنقرس وارتفاع ضغط الدم وغيرها .
كما لا يخفي أن الادوية الحديثة ما هي إلا أشكال مركز ة للمادة الفعالة الكيميائية من العشب أو النبات وبالتالي فلا يخفى ما لهذا التركيز الذي يتناوله المريض من مخاطر و اضرار .
وتوضيحا لذلك نذكر مثالا واحدا لكي يتضح للقارىء الكريم أن كل نبتة أو عشبة هي في الواقع صيدلية كاملة بما تحتويه من مواد فعالة قد توزعت بنسب وضعها الله سبحانه وتعالى بميزان أدق من ميزان الذهب دلالة على حكمة الخالق وتقدير العظيم .
تعليقات
إرسال تعليق